للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهادة لا تنحصر في القتل بل لها أسباب أخر، وتلك الأسباب اختلفت الأحاديث فيها، ففي بعضها: خمسة، وهو الذي صح عند البخاري، ووافق شرطه، وفي بعضها سبع، لكن لم يوافق شرطه فنبَّه عليه في الترجمة إيذانًا بأن الوارد في عددها من الخمسة أو السبعة ليس على معنى التحديد، وقال الكرماني (١): الجواب: أن بعض الرواة نسي الباقي، قال العيني: وفيه نظر لا يخفى، انتهى.

قال الحافظ (٢): هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه مالك من رواية جابر بن عتيك وفيه "الشهداء سبعة" سوى القتل في سبيل الله، انتهى.

قلت: وعندي يمكن أن يقال: إن لفظ "سبع" يطلق ويراد به الكثرة، ومعنى الترجمة أن أسباب الشهادة سوى القتل كثيرة، فافهم.

وفي "الأوجز" (٣) في حديث جابر بن عتيك المذكور: قال السيوطي في "التنوير" (٤): وقد جمعتهم فناهزوا الثلاثين.

قلت: وسمَّاها "أبواب السعادة في أسباب الشهادة".

وجمع العيني (٥) الروايات الواردة في ذلك لا يسعها هذا الأوجز، نعم سيأتي في آخر الحديث تلخيص ما أطلق عليه الشهادة في تلك الروايات، وفيه بعد تلخيصها: وهكذا كما رأيت ترتقي الشهادة إلى قريب من ستين، انتهى.

(٣١ - باب قول الله: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ. . .} الآية [النساء: ٩٥])

أي: بيان سبب نزول هذه الآية الشريفة.


(١) "الكرماني" (١٢/ ١٢٥).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٤٣).
(٣) "أوجز المسالك" (٤/ ٥٤٢ - ٥٤٧).
(٤) "تنوير الحوالك" (١/ ٢٣٣).
(٥) "عمدة القاري" (١٠/ ١٤٣ - ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>