للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى أيضًا قد رفع وهو حي على الصحيح، وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية، وذكر ابن قتيبة: أن إدريس رفع وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان: "أن إدريس كان نبيًا رسولًا"، وذكر ابن إسحاق له أوليات كثيرة، منها [أنه] أول من خاط الثياب، انتهى مختصرًا من "الفتح" (١).

(٦ - باب قول الله - عز وجل -: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: ٦٥]. . .) إلخ

هو: هود بن عبد الله بن رباح بن جاور بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وسماه أخًا لهم لكونه من قبيلتهم، لا من جهة أخوة الدين، هذا هو الراجح في نسبه، وأما ابن هشام فقال: اسمه عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح، قاله الحافظ (٢)، هكذا ذكر النسب العيني، لكن فيه "رباح بن خلود" بدل "ابن جاور"، وهكذا في تفسير الخطيب كما في هامش "الفتح".

وقال العيني (٣): وكان هود أشبه ولد آدم بآدم خلا يوسف، وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة، ينزلون الرمل بالدو والدهناء وعالج ووبار [ويبرين] وعمان إلى حضرموت إلى اليمن، وكانت ديارهم أخصب البلاد، فلما سخط الله عليهم جعلها مفاوز، وكان هود من قبيلة يقال لها: عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهم عاد الأولى، وكانوا عربًا يسكنون في المواضع المذكورة، وأرسل الله تعالى هودًا إليهم وهو قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا. . .}، إلى آخر ما ذكر من أحواله.

وقال أيضًا (٤): ثم إن هودًا - عليه السلام - بقي بعد هلاك قومه ما شاء الله، ثم مات، وعمره مائة وخمسون سنة، وحكى الخطيب عن ابن عباس: أنه عاش أربعمائة وستين سنة، وكان بينه وبين نوح ثمانمائة وستين سنة، واختلفوا في أيّ مكان توفي، فقيل: بأرض الشحر من بلاد حضرموت،


(١) "فتح الباري" (٦/ ٣٧٥).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٣٧٦).
(٣) "عمدة القاري" (١١/ ٣٢).
(٤) "عمدة القاري" (١١/ ٣٣ - ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>