للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشقاق: العداوة لأن كلًا من المتعاديين في شق خلاف شق صاحبه، انتهى من "الفتح" (١).

وزاد القسطلاني (٢): ومحل ذكر هذه الآية قبلُ على ما لا يخفى، انتهى.

قلت: وذلك أن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} مقدم في التلاوة على الآية المترجم بها لكن هذا الإيراد في غير محله فإن الإمام البخاري ذكر هذه الآية بل أشار إليها بمناسبة الآية المترجم بها ولم يجعلها ترجمة برأسها حتى يرد عليه ما أورده، ومن دأبه المعروف أنه كثيرًا ما يشير إلى تفسير الآيات الأخر بمناسبة الترجمة، والعجب منه أنه أورد على هذا ولم يورد على ما هو جدير بالإيراد، وهو باب قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ} الآية [آل عمران: ٧٧]، وقوله: باب {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} الآية [آل عمران: ٦٤]، كما تقدم فإن الإمام البخاري خالف في هذين البابين ترتيب التلاوة.

(٢٥ - باب قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} الآية [النساء: ١٤٥])

كذا لأبي ذر وسقط لغيره "باب".

قوله: (وقال ابن عباس: أسفل النار) وصله ابن أبي حاتم عنه قال: الدرك الأسفل أسفل النار، قال العلماء: عذاب المنافق أشد من عذاب الكافر لاستهزائهم بالدين، انتهى (٣).

كتب الشيخ في "اللامع" (٤): قوله: "قال ابن عباس. . ." إلخ، دفع بذلك ما يتوهم بكلمة "من" في قوله تعالى: {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار}


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٦٥).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ١٩٢).
(٣) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٢٦٦).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ٥٥، ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>