للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة، وقد أشير إلى ذمّها بقوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: ١١]، انتهى من "الفتح" (١).

[(٤١ - باب المقة من الله)]

أي: ابتداؤها من الله، والمقة بكسر الميم وتخفيف القاف هي المحبة، وقد ومق يمق، والأصل الومق، والهاء فيه عوض عن الواو، كعدة ووعد وزنة ووزنَ. وهذه الترجمة لفظ زيادة وقعت في نحو حديث الباب في بعض طرقه، لكنها على غير شرط البخاري، فأشار إليها في الترجمة كعادته، أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي شيبة عن أبي أمامة مرفوعًا قال: "المقة من الله، والصيت من السماء، فإذا أحبّ الله عبدًا" الحديث، وللبزار عن أبي هريرة رفعه: "ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان حسنًا وضع في الأرض، وإن كان سيئًا وضع في الأرض"، والصيت بكسر الصاد المهملة وسكون التحتانية أصله الصوت كالريح من الروح، والمراد به الذكر الجميل، وربما قيل لضده لكن بقيد، انتهى من "الفتح" (٢).

وقال صاحب "الفيض" (٣): المقة المحبة، والجار والمجرور بعده فاعل له، وصرّح الأشموني أن الجار والمجرور بعد المصدر يصلح فاعلًا ومفعولًا، انتهى.

[(٤٢ - باب الحب في الله)]

أي: في ذات الله من غير أن يشوبه رياء أو هوىً، قاله العيني والقسطلاني (٤).


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٤٦١).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ٤٦١، ٤٦٢).
(٣) "فيض الباري" (٦/ ١٣٤).
(٤) "عمدة القاري" (١٥/ ١٩٧)، "إرشاد الساري" (١٣/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>