للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجودٌ غير عنصري تتمثل فيه المعاني بأجسام مناسبة لها في الصفة تتحقق هناك الأشياء قبل وجودها في الأرض. . . إلى آخر ما قال، انتهى.

وأجاب شيخ المشايخ عن الإشكال الثاني في "تراجمه" (١) بالبسط، وحاصله: أنه تخييل خال عن إحساس نفسه ومنزلته، فارجع إليه لو شئت التوضيح.

[(١٨ - باب ما يكره من التشديد في العبادة)]

قال الحافظ (٢): قال ابن بطال: إنما يكره ذلك خشية الملال المفضي إلى ترك العبادة، انتهى.

وتقدمت الإشارة إلى هذا الباب في "باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ترم قدماه".

[(١٩ - باب ما يكره من ترك قيام الليل)]

لا يبعد عندي أن يكون إشارة إلى أن الفتور والملال المذكور هو الغاية القصوى، وإلا فمجرد التواني والتكاسل والترك لأجله مكروه غير مرضي.

قال الحافظ (٣): قوله: "باب ما يكره. . ." إلخ، أي: إذا أشعر ذلك بالإعراض عن العبادة، وما أحسن ما عقب المصنف هذه الترجمة بالتي قبلها؛ لأن الحاصل منهما الترغيب في ملازمة العبادة، والطريق الموصل إلى ذلك الاقتصاد فيها؛ لأن التشديد فيها قد يؤدي إلى تركها وهو مذموم، انتهى.

وأجاد صاحب "الفيض" (٤) بحثًا طويلًا يستنبط منه أن الأحكام ثلاثة: الغرائم كما في قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: ١٧] وقد صلى - عليه السلام - حتى ترم قدماه، والرخص، والقصد. والطبائع أيضًا ثلاثة:


(١) (ص ٣١٧).
(٢) "فتح الباري" (٣/ ٣٦)، "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٣/ ١٤٤).
(٣) "فتح الباري" (٣/ ٣٧ - ٣٨).
(٤) "فيض الباري" (٢/ ٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>