للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال الحافظ (١) ها هنا في هذا الباب: وكأن عائشة أشارت إلى ما أشاعته الرافضة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى إلى علي بالخلافة وأن يوفي ديونه، وقد أخرج العقيلي وغيره في "الضعفاء" عن سلمان أنه قال: قلت: "يا رسول الله! إن الله لم يبعث نبيًا إلا بيّن له من يلي بعده فهل بيَّن لك؟ قال: نعم، علي بن أبي طالب"، ومن طريق آخر عنه: قلت: "يا رسول الله، من وصيك؟ قال: وصيي وموضع سري وخليفتي على أهلي وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب" (كرم الله وجهه)، ومن طريق آخر: "لكل نبي وصي وأن عليًا وصيي وولدي"، وفي رواية عن أبي ذر رفعه: "أنا خاتم النبيين وعلي خاتم الأوصياء"، أوردها وغيرها ابن الجوزي في "الموضوعات"، انتهى ويأتي في "كتاب الدعوات" "باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم الرفيق الأعلى".

[(٨٥ - باب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)]

قال الحافظ (٢): أي: في أي السنين وقعت؟ وكذا قال العيني (٣) وزاد: وفي بعض النسخ: "باب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومتى توفي؟ وابن كم؟ "، انتهى من "العيني".

قلت: وبهذا اندفع توهم تكرار الترجمة بما تقدم من باب مرضه - صلى الله عليه وسلم - ووفاته كما لا يخفى.

قال الحافظ (٤): قوله: (لبث بمكة عشر سنين. . .) إلخ، هذا يخالف المروي عن عائشة عقبه أنه عاش ثلاثًا وستين، إلا أن يحمل على إلغاء الكسر، وأكثر ما قيل في عمره أنه خمس وستون سنة، أخرجه مسلم وأحمد عن ابن عباس، وهو مغاير لحديث الباب؛ لأن مقتضاه أن يكون عاش ستين إلا أن يحمل على إلغاء الكسر، أو على قول من قال: إنه بعث


(١) "فتح الباري" (٨/ ١٥٠).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ١٥٠).
(٣) "عمدة القاري" (١٢/ ٤٠٥).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ١٥٠، ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>