للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القسطلاني (١) في شرح قوله: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا}: قال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي أمامة: قال الحواريون: يا روح الله! أخبرنا عن المخلص لله، قال: الذي يعمل لله لا يحب أن يحمده الناس.

قوله: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} وعند ابن جرير عن ابن عباس: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال: أُدْني حتى سمع صريف القلم، انتهى.

وصريف القلم صوت جريانه بما يكتب من أقضية الله ووحيه وما ينسخه من اللوح المحفوظ، وقال ابن كثير: صريف القلم بكتابة التوراة، وقال السدي: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال: أدخل في السماء وكلَّمه، انتهى.

(٢٢ - باب قول الله - عز وجل -: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. . .} [طه: ٩]) إلخ

سقط لفظ "باب" عند أبي ذر وكريمة.

قوله: (قال ابن عباس: {الْمُقَدَّسِ}: المبارك {طُوًى}: اسم الوادي) هكذا وقع هذا التفسير وما بعده في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني خاصة، ولم يذكره جميع رواة البخاري هنا، وإنما ذكروا بعضه في تفسير سورة طه، وقال أيضًا في آخر الباب: لمح المصنف بهذه التفاسير لما جرى لموسى في خروجه إلى مدين، ثم في رجوعه إلى مصر، ثم في أخباره مع فرعون، ثم في غرق فرعون، ثم في ذهابه إلى الطور، ثم في عبادة بني إسرائيل العجل، وكأنه لم يثبت عنده في ذلك من المرفوعات ما هو على شرطه، وأصح ما ورد في جميع ذلك ما أخرجه النسائي وأبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس في حديث القنوت الطويل في قدر ثلاث ورقات، وهو في تفسير طه عنده، وعند ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه وغيرهم ممن خرج التفسير المسند، انتهى من "الفتح" (٢).


(١) "إرشاد الساري" (٧/ ٣٦٨).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٤٢٤ - ٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>