للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هامش "اللامع" (١): وقد بسط الكلام على الرؤيا لفظًا ولغةً وحقيقةً في "الأوجز" أشدّ البسط، وفيه أفاد شيخ مشايخنا الشاه ولي الله الدهلوي في "المسوى" (٢) في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان": فيه بيان أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحًا، إنما الصحيح فيه ما كان من الله يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة أمّ الكتاب، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها، وهي على أنواع، إلى آخر ما ذكر.

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي في "تعطير الأنام": وقد قال بإبطال الرؤيا قوم من الملحدين يقولون: إن النائم يرى في منامه ما يغلب عليه من الطبائع الأربعة، وهذا الذي قالوه نوع من أنواع الرؤيا، وليست الرؤيا منحصرة في ذلك، إلى آخر ما ذكر في هامش "اللامع"، فارجع إليه لو شئت، وسيأتي في البخاري في "باب القيد في المنام" قول محمد بن سيرين قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله تعالى.

[(١ - باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي. . .) إلخ]

هذا من دأب الإمام البخاري - رحمه الله - من أنه طالما يذكر في مبدأ الكتاب ما يتعلق ببدء مشروعية الحكم تاريخًا، فأشار بهذه الترجمة إلى مبدأ الرؤيا المعتبرة عند الشرع.

قال الحافظ (٣): ثم ساق المصنف حديث عائشة في بدء الوحي، وقد ذكره في أول الصحيح، وقد شرحته هناك، ثم استدركت ما فات من شرحه


(١) "لامع الدراري" (١٠/ ٢٣٨، ٢٣٩).
(٢) "المسوى" (٢/ ٣٨٧).
(٣) "فتح الباري" (١٢/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>