للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا، فنزلت هذه الآية" إلى آخر ما بسط الحافظ الكلامَ في تحقيق هذه القصة إثباتًا ونفيًا، وعلى تقدير ثبوتها في ذكر توجيهاته أشد البسط، وقد تقدم شيء من الكلام عليه في أبواب سجود القرآن.

وقال الكرماني: وما قيل: إن ذلك بسبب إلقاء الشيطان في أثناء قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا صحة له عقلًا ولا نقلًا، انتهى.

قال الحافظ (١): بعد نقل الكلام الكرماني: هذا ومن تأمل ما أوردته من ذلك عرف وجه الصواب في هذه المسألة بحمد الله تعالى، انتهى.

قلت: ومال القسطلاني أيضًا تبعًا للحافظ إلى صحة القصة إذ قال (٢): والظاهر أن سبب سجودهم ما أخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عن ابن جبير عن ابن عباس، ثم قال بعد ذكر هذه القصة، وقد روي من طرق ضعيفة ومنقطعة لكن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلًا، مع أن لها طريقين مرسلين رجالهما على شرط الصحيح، وحينئذ فيتعين تأويل ما ذكر، وأحسن ما قيل: إن الشيطان قال ذلك محاكيًا نغمة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ما سكت - صلى الله عليه وسلم - بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله - صلى الله عليه وسلم - وأشاعها، ويؤيده تفسير ابن عباس {تَمَنَّى} [الحج: ٥٢] بـ "تلا"، انتهى.

(١ - باب قوله: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: ٢])

سقط الباب والترجمة لغير أبي ذر وقدّم عندهم الطريق الموصول على التعاليق، وعكس ذلك في رواية أبي ذر، وسيأتي شرح الحديث الموصول في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى، انتهى من "الفتح" (٣).

قوله: (ومنكم واحد. . .) إلخ، كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤):


(١) "فتح الباري" (٨/ ٦١٤).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤٨١).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٤٤١، ٤٤٢).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>