للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليكم بالشام وفي لفظ آخر: "ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس إلى المحشر والحشر الثالث: حشر الأموات من قبورهم وغيرها بعد البعث جميعًا إلى الموقف، قال الله - عز وجل -: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: ٤٧]، والرابع: حشرهم إلى الجنة أو النار، انتهى ملخصًا من "الفتح" (١).

ثم قال الحافظ: قلت: الأول ليس حشرًا مستقلًا، فإن المراد حشر كل موجود يومئذٍ، والأول إنما وقع لفرقة مخصوصة، وقد وقع نظيره مرارًا، تخرج طائفة من بلدها بغير اختيارها إلى جهة الشام، كما وقع لبني أميّة أوّل ما تولَّى ابن الزبير الخلافة، فأخرجهم من المدينة إلى جهة الشام، ولم يعدّ ذلك أحد حشرًا، انتهى مختصرًا.

(٤٦ - باب {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. . .} [الحج: ١]) إلخ

قال القسطلاني: قيل: هي زلزلة تكون قبيل طلوع الشمس من مغربها وإضافتها إلى الساعة؛ لأنها من أشراطها، انتهى.

ووجه إدخال هذه الترجمة في هذا الكتاب قد تقدمت الإشارة إليه في "باب بعثت أنا والساعة كهاتين" من كلام الحافظ - قُدِّس سرُّه (٢) -.

(٤٧ - باب {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين: ٤، ٥])

أي: فيسألون عمّا فعلوا في الدنيا، فإن من ظن ذلك لم يتجاسر على قبائح الأفعال، روي أن ابن عمر قرأ سورة التطفيف حتى بلغ هذه الآية {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: ٦]، فبكى بكاءً شديدًا ولم يقرأ ما بعدها، انتهى من "القسطلاني" (٣).


(١) "فتح الباري" (١١/ ٣٧٨، ٣٧٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٤٨).
(٣) "إرشاد الساري" (١٣/ ٦٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>