للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٥ - باب التعوذ من الفتن)]

قال ابن بطال (١): في مشروعية ذلك الردّ على من قال: سلوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين، وزعم أنه ورد في حديث، وهو لا يثبت رفعه، بل الصحيح خلافه.

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم من حديث علي بلفظ: "لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان، فإنها تبير المنافقين"، وفي سنده ضعيف ومجهول، وقد تقدم في "الدعوات" عدة تراجم للتعوذ من عدة أشياء، قال العلماء: أراد - صلى الله عليه وسلم - مشروعية ذلك لأمته، انتهى من "الفتح" (٢).

[(١٦ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: الفتنة من قبل المشرق)]

في هامش المصرية (٣): أي: تأتي من جهته؛ لأن أهله يومئذ أهل كفر، انتهى.

قال الحافظ (٤): وقد ذكرت في شرح حديث أسامة في أوائل "كتاب الفتن" وجه الجمع بينه وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرى الفتن خلال بيوتكم"، وكان خطابه ذلك لأهل المدينة، انتهى.

وقال الحافظ (٥) هناك: وإنما اختصت المدينة بذلك؛ لأن قتل عثمان - رضي الله عنه - كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبالصفين كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين، وكل قتال وقع في ذلك العصر إنما تولد عن شيء من ذلك أو عن شيء تولد عنه، ثم إن قتل عثمان أشد أسبابه الطعن على أمرائه، ثم عليه بتوليته لهم، وأول ما نشأ ذلك من العراق، وهي من جهة المشرق،


(١) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٤٣).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٤٤).
(٣) "تحفة الباري" (٦/ ٤٣٨).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٤٦).
(٥) "فتح الباري" (١٣/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>