للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخصيص الشيء بالحي في الآية على هذا التقدير مبني على أنهم المقصودون بالذكر ها هنا وإن لم يكن الحكم يختص بهم، انتهى. وذكر في هامشه الاختلاف في تفسير هذه الآية.

قوله: (فراتًا عذبًا) قال الحافظ (١): وهو منتزع من قوله تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} [الفرقان: ٥٣] انتهى، وهي في سورة الفاطر [١٢]. وفي "الجلالين" (٢): {عَذْبٌ فُرَاتٌ}: شديد العذوبة، وفي "الجمل" (٣): فرت ككرم: عذب، انتهى.

والأوجه عندي: أنه تلميح إلى قوله تعالى: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: ٢٧]؛ لأن الواقع ها هنا بالنصب، وما أشار إليه الحافظ هو بالرفع، قال العلَّامة العيني (٤): ومن عادة الإمام البخاري أنه إذا ترجم لباب في شيء يذكر فيه ما يناسبه من الألفاظ التي في القرآن ويفسرها تكثيرًا للفوائد، وتقدم في مقدمة "اللامع" في بيان خصائص الكتاب.

[(١ - باب من رأى صدقة الماء وهبته. . .) إلخ]

كذا في نسخة الحافظ، وليس في النسخ الهندية التي بأيدينا، قال الحافظ (٥): كذا لأبي ذر. وللنسفي: "ومن رأى. . ." إلى آخره، جعله من الباب الذي قبله، ولغيرهما "باب في الشرب ومن رأى". وأراد المصنف بالترجمة الرد على من قال: إن الماء لا يملك، انتهى.

كتب الشيخ في "اللامع" (٦) قوله: "فقال: يا غلام أتأذن لي. . ." إلخ، فيه دلالة على الترجمة، حيث صار المحرز بإحرازه الماء كيف ما كان هبة أو شراء أو تحصيلًا من البئر بنفسه مستندًا بالتصرف فيه وأولى من غيره، وكما جازت الهبة والصدقة فيه مشتركًا يجوز منقسمًا، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٥/ ٢٩).
(٢) "الجلالين" (ص ٣٦٤، ٤٣٦).
(٣) "الجمل" (٣/ ٤٨٩).
(٤) "عمدة القاري" (٩/ ١٥).
(٥) "فتح الباري" (٥/ ٣٠).
(٦) "لامع الدراري" (٦/ ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>