للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الرضا بما هو فيه ويكون من جملة الابتلاء والغرور والمكر، نعوذ بالله من ذلك، انتهى.

وفي هامش النسخة المصرية (١): قوله: {فَتَيَانِ} هما غلامان للملك أحدهما: خبَّازه، والآخر: ساقيه، واستدل به من قال: الرؤيا الصادقة تكون للكافر أيضًا لكن على معنى أن ما يبشر به يكون عن رضا الشيطان فينقص لذلك حظه.

[(١٠ - باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام)]

بسط الحافظ (٢) الكلام على شرح حديث الباب وقال في آخره: والحاصل من الأجوبة ستة، أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، دل عليه قوله في الرواية الأخرى: "فكأنما رآني في اليقظة"، ثانيها: أن معناها: سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير. ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه. رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكنه ذلك، وهذا من أبعد المحامل. خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية. سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال.

ثم ذكر الحافظ معنيين آخرين زائدًا على تلك الستة نقلًا عن القرطبي، فارجع إليه لو شئت. ويمكن عندي في معناه أنه بشارة لتوفيق زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم -، واستنبطت هذا المعنى من حديث ابن عمر مرفوعًا: "من حجّ فزار قبري كان كمن زارني في حياتي"، والله تعالى أعلم بالصواب.

وقال الحافظ (٣) أيضًا في شرح قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يتمثل الشيطان بي": وفي رواية: "لا يتمثل في صورتي"، وفي رواية: "إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل بي"، وفي رواية "فإن الشيطان لا يتكونني" قال الحافظ: والجميع


(١) "تحفة الباري" (٦/ ٤٠٥).
(٢) "فتح الباري" (١٢/ ٣٨٥).
(٣) "فتح الباري" (١٢/ ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>