للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاصله: أن فعلهم موجب له وإن ارتفع لأجل الاجتهاد؛ كقوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ} الآية [الأنفال: ٦٨]، وبسط في هامشه الكلام أشد البسط.

قلت: وقوله: "تقتله الفئة الباغية" قال صاحب "تاريخ الخميس" عن "خلاصة الوفاء": أن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - كان وزير معاوية - رضي الله عنه -، فلما قتل عمار - رضي الله عنه - أمسك عن القتال، وتابعه على ذلك خلق كثير، فقال له معاوية: لم لا تقاتل؟ قال: قتلنا هذا الرجل، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تقتله الفئة الباغية"، قال له معاوية: أسكت أنحن قتلناه؟ وإنما قتله علي - رضي الله عنه - وأصحابه، وفي رواية قال: قتله من أرسله إلينا يقاتلنا فبلغ ذلك عليًّا فقال: إن كنت أنا قتلته فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قتل حمزة - رضي الله عنه - حين أرسله إلى قتال الكفار، انتهى مختصرًا.

[(٦٤ - باب الاستعانة بالنجار والصناع. . .) إلخ]

قال الحافظ (١): الصناع - بضم المهملة - جمع صانع، وذكره بعد النجار من العام بعد الخاص، وحديث الباب يتعلق بالنجار فقط، ومنه تؤخذ مشروعية الاستعانة بغيره من الصنَّاع لعدم الفرق، وكأنه أشار بذلك إلى حديث طلق بن علي قال: بنيت المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول: "قربوا اليمامي من الطين، فإنه أحسنكم له مسًا وأشدكم له سبكًا"، رواه أحمد (٢)، انتهى.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى رد ما ورد في "كنز العمال" (٣): "جنبوا صناعكم مساجدكم".


(١) "فتح الباري" (١/ ٥٤٣).
(٢) كذا نسبه في "مجمع الزوائد" (٢/ ٩) إلى أحمد والطبراني في "الكبير" (٨/ ٣٩٩، ٨٢٤٢)، ولم أجده في "المسند" نعم رواه ابن حبان (رقم ١٠١٨)، والدارقطني (١/ ١٤٨، ١٤٩)، والبيهقي (١/ ١٣٥).
(٣) "كنز العمال" (رقم ٢٣٠٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>