للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١ - باب: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: ٢])

قال الحافظ (١): ذكر فيه الحديث الآتي في الباب الذي بعده وسقطت الترجمة لأبي ذر والنسفي، انتهى.

(٢ - باب قوله: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: ٣])

قوله: (وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}) ووقع في رواية داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة في هذا الحديث: "وإن هؤلاء يريدونني أن أزول عما أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون لي: اقرأ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} وإني والله لا أطيعهم"، أخرجه مسلم وابن مردويه، وفي هذا بيان واضح أن قراءة ابن مسعود كان كذلك، والذي وقع في غير هذه الطريق أنه قرأ: {والذي خلق الذكر والأنثى}، كذا في كثير من كتب القراءات الشاذة، وهذه القراءة لم يذكرها أبو عبيد إلا عن الحسن البصري، وأما ابن مسعود فهذا الإسناد المذكور في "الصحيحين" عنه من أصح الأسانيد يروي به الأحاديث.

قوله: (قال علقمة: والذكر والأنثى) في رواية سفيان: فقرأت: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) وهذا صريح في أن ابن مسعود كان يقرؤها كذلك، وفي رواية إسرائيل عن مغيرة في المناقب: (والليل إذا يغشى والذكر والأنثى) بحذف {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} كذا في رواية أبي ذر وأثبتها الباقون (٢)، انتهى.

كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٣): قوله: "والذكر والأنثى. . ." إلخ، وكان قد نزل كذلك أولًا ثم نزل قوله: {وَمَا خَلَقَ} ولعل ابن مسعود - رضي الله عنه - لم يقف عليه أو يكون يرى القراءتين جائزة، غير أنه أحب أن يقرأ ما أقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك فعل أبو الدرداء، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٧٠٧).
(٢) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٧٠٧).
(٣) "لامع الدراري" (٩/ ١٩٢، ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>