للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العلَّامة العيني (١): قال قتادة: هي مكية إلا ثمان آيات نزلن بالمدينة، وهي من قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [الإسراء: ٧٣] إلى آخرهن، وسجدتها مدنية، وفي تفسير ابن مردويه من غير طريق عن ابن عباس: هي مكية، وقال السخاوي: نزلت بعد القصص وقبل سورة يونس - عليه السلام -، انتهى.

قوله: (إنهن من العتاق الأول) بكسر المهملة وتخفيف المثناة جمع عتيق وهو القديم، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة. وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث، وبالأول جزم أبو الحسن بن فارس، قال القسطلاني (٢): والعرب تجعل كل شيء بلغ الغاية في الجودة عتيقًا، و"الأول" بضم الهمزة وفتح الواو المخففة، والأولية باعتبار حفظها، أو باعتبار نزولها؛ لأنها مكيات، ومراده تفضيل هذه السور لما يتضمن مفتتح كل منها بأمر غريب وقع في العالم خارق للعادة، وهو الإسراء، وقصَّة أصحاب الكهف، وقصَّة مريم، قاله الكرماني، انتهى.

قوله: (هن من تلادي) بكسر المثناة وتخفيف اللام، أي: مما حفظ قديمًا، والتلاد قديم الملك وهو بخلاف الطارف، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن وأن لهن فضلًا لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم، وسيأتي الحديث في فضائل القرآن بأتم من هذا السياق، انتهى من "الفتح" (٣).

وزاد القسطلاني (٤): وفي حديث عائشة عند الإمام أحمد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ كل ليلة بني إِسرائيل والزمر، انتهى.

(٣ - باب قوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: ١])

قال الحافظ (٥): لم يختلف القراء في {أَسْرَى} بخلاف قوله في قصَّة


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ١٠٣).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣٩٤).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٣٨٨).
(٤) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣٩٤).
(٥) "فتح الباري" (٨/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>