للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع التحويل، وعن أبي حنيفة وبعض المالكية: لا يستحب شيء من ذلك، واستحب الجمهور أيضًا أن يحول الناس بتحويل الإمام، وقال الليث وأبو يوسف: يحول الإمام وحده.

فائدة: ذكر الواقدي (١): أن طول ردائه - صلى الله عليه وسلم - كان ستة أذرع في ثلاثة أذرع (٢)، وطول إزاره أربعة أذرع وشبرين في ذراعين وشبر، كان يلبسهما في الجمعة والعيدين، انتهى.

[(٥ - باب انتقام الرب - عز وجل -)]

قال الحافظ (٣): هكذا وقعت هذه الترجمة في رواية الحموي وحده خالية من حديث ومن أثر، قال ابن رُشيد: كأنها كانت في رقعة مفردة فأهملها الباقون، وكأنه وضعها ليدخل تحتها حديثًا، وأليق شيء بها حديث عبد الله بن مسعود المذكور في ثاني باب من الاستسقاء، وأخر ذلك ليقع له التغيير في بعض سنده كما جرت به عادته غالبًا، فعاقه عن ذلك عائق، والله أعلم، انتهى.

قلت: ولعل الغرض من الترجمة الإشارة إلى البحث الثاني من المباحث السبعة المشار إليها في أول "كتاب الاستسقاء"، ففي هامش "اللامع" (٤) من "الأوجز": الثاني في سببه، وتقدم عن القاري سببه حاجة الناس بسبب قلة الأمطار، ويكون ذلك لكثرة المعاصي غالبًا، وإليه أشار البخاري في "صحيحه"، إذ قال: "باب انتقام الرب - عز وجل -. . ." إلخ، وفي "كتاب الزهد" لابن ماجه (٥) في حديث طويل عن ابن عمر مرفوعًا: "ولم


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" (١/ ٢٥٠).
(٢) كذا في "الفتح"، وفي "الطبقات": "في ثلاث أذرع وشبر. . . أربع أذرع وشبر في ذراعين وشبر. . ." إلخ.
(٣) "فتح الباري" (٢/ ٥٠١).
(٤) "لامع الدراري" (٤/ ١٥٨)، و"أوجز المسالك" (٤/ ١٢١).
(٥) بل أخرجه ابن ماجه في "كتاب الفتن" في "باب العقوبات" (ح: ٤٠١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>