للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه المسألة من مسائل الأصول، بسط الكلام عليه الحافظ في مبدء كتابه "الإصابة" (١)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٢)، والسيوطي في "التدريب" (٣).

ثم اعلم أن المصنف رحمه الله تعالى كما قال الحافظ (٤): لم يراع الترتيب في أسماء من ذكر من الصحابة في أبواب المناقب، لا من حيث الأفضلية ولا من حيث السابقية ولا الأسنية، وهذه هي جهات التقديم في الترتيب، وهذا يدل على أنه كتب كل ترجمة على حدة فضم بعض النقلة بعضها إلى بعض.

[(٢ - باب مناقب المهاجرين وفضلهم) ومنهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة - رضي الله عنهم -]

سقط لفظ "باب" من رواية أبي ذر، والمهاجرون هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة إلى الله تعالى، وقيل: المراد بالمهاجرين من عدا الأنصار ومن أسلم يوم الفتح وهلمَّ جرّا، فالصحابة من هذه الحيثية ثلاثة أصناف، والأنصار هم الأوس والخزرج وحلفاؤهم ومواليهم، انتهى من "العيني" (٥). واقتصر الحافظ في "الفتح" (٦) على القول الأخير، أي: المراد بهم من عدا الأنصار. . . إلخ.

قوله: (منهم أبو بكر. . .) إلخ، هكذا جزم بأن اسم أبي بكر - رضي الله عنه - عبد الله، وهو المشهور، ويقال: كان اسمه قبل الإسلام عبد الكعبة، وكان يسمى أيضًا عتيقًا، واختلف هل هو اسم له أصلي أو قيل له ذلك؟ لأنه ليس في نسبه ما يعاب به، أو لقدمه في الخير وسبقه إلى الإسلام، أو قيل له ذلك لحسنه، أو لأن أمه كان لا يعيش لها ولد،


(١) "الإصابة" (١/ ٧، ٨).
(٢) "الاستيعاب" (١/ ٢٤).
(٣) "تدريب الراوي" (٢/ ٦٦٧ - ٦٧٢).
(٤) "فتح الباري" (٧/ ٩٣).
(٥) "عمدة القاري" (١١/ ٣٨٤).
(٦) "فتح الباري" (٧/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>