للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فعلى هذا لا منافاة بينه وبين ما في أبي داود (١) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا عملتِ الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها".

[(٣٢ - باب ما يتقى من محقرات الذنوب)]

بفتح القاف المشددة وهي التي يحتقرها فاعلها، انتهى من "القسطلاني" (٢).

وقال الحافظ (٣): وعند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود، وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبًا" وصحّحه ابن حبان، انتهى.

[(٣٣ - باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها)]

قال الحافظ (٤): قال ابن بطال (٥): في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف؛ لأنه لو علم وكان ناجيًا أعجب وكسل وإن كان هالكًا ازداد عتوًّا فحجب عنه ذلك ليكون بين الخوف والرجاء، وقد روى الطبري عن حفص بن حميد قال: قلت لابن المبارك: رأيت رجلًا قتل ظلمًا فقلت في نفسي: أنا أفضل من هذا، فقال: أمنك على نفسك أشدّ من ذنبه، قال الطبري: لأنه لا يدري ما يؤول إليه الأمر لعل القاتل يتوب فتقبل توبته، ولعل الذي أنكر عليه يختم له بخاتمة السوء، انتهى.

[(٣٤ - باب العزلة راحة من خلاط السوء)]

قال الحافظ (٦): لفظ هذه الترجمة أثر أخرجه ابن أبي شيبة بسند رجاله ثقات عن عمر أنه قاله، لكن في سنده انقطاع، و"خلاط" بضم


(١) "سنن أبي داود" (٤٣٤٥).
(٢) "إرشاد الساري" (١٣/ ٥٧٢).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ٣٢٩).
(٤) "فتح الباري" (١١/ ٣٣٠).
(٥) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٢٠٣).
(٦) "فتح الباري" (١١/ ٣٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>