للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: إنها جمع صورة ينفخ فيها روحها فتحيى، بمنزلة قولهم: سور المدينة واحدها سورة، انتهى.

والثابت في الحديث أن الصور قرن ينفخ فيه، وهو واحد لا اسم جمع، وحكى الفراء الوجهين وقال في الأول: فعلى هذا فالمراد النفخ في الموتى، وذكر الجوهري في "الصحاح" أن الحسن قرأها بفتح الواو، انتهى.

قوله: (رهبوت خير من رحموت. . .) إلخ، وكذلك قوله: "ترهب. . ." إلخ.

حاصله: أن مقام الخشية أعلى وأفضل من مقام الرجاء فإن الخاشي يتكلف من الأعمال المشاق ما لا يحتمله الراجي فأنذر أكثر من الإبشار، انتهى من "اللامع" (١).

وفي "تقرير المكي": قوله: "الملك" يريد أن الواو والتاء مزيدتان للمبالغة كما في رهبوت ورحموت، ثم أورد ما كان ها هنا من المثل المشهور فقال: "رهبوت خير من رحموت" ثم فسر هذا المثل بقوله: "وتقول: تُرهَب. . ." إلخ، يريد أن الرهبوت والرحموت مصدران مجهولان وحاصل معناه: إنك أن ترهب وتؤدب في أمر خير كتعلم الدين مثلًا أولى لك من أن ترحم فتترك عنه، انتهى.

وبسط في هامش "اللامع" الكلام في الرجاء والخوف وأيهما أفضل من كلام الغزالي في "إحياء العلوم" وشرحه وغيره، فارجع إليه لو شئت (٢).

(١ - باب قوله: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إلا هُوَ} [الأنعام: ٥٩])

المفاتح جمع مفتح بكسر الميم: الآلة التي يفتح بها، مثل منجل ومناجل، وهي لغة قليلة في الآلة، والمشهور مفتاح بإثبات الألف وجمعه


(١) "لامع الدراري" (٩/ ٨١، ٨٢).
(٢) انظر: "إحياء علوم الدين" (٤/ ١٤٠)، و"إتحاف السادة المتقين" (١١/ ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>