للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكره العيني (١) بأن الترجمة لا تدل على ذلك، وقال: بل الغرض بيان الوقت المستحب في الاجتماع وغيره، وبه جزم السندي (٢) إذ قال: قوله: "باب وقت العشاء. . ." إلخ، أي: بيان المختار من وقت العشاء، ويفهم من الحديث أن المختار عند اجتماعهم أول الوقت هو أول الوقت، وعند تأخرهم المختار آخر الوقت وأوسطه بل وقت اجتماعهم، فوافق الترجمة الحديث، واندفع أنه لا يفهم من الحديث وقت العشاء أصلًا، انتهى.

[(٢٢ - باب فضل العشاء)]

قال الحافظ (٣): لم أر من تكلم على هذه الترجمة، فإنه ليس في الحديثين ما يقتضي اختصاص العشاء بفضيلة ظاهرة، وكأنه مأخوذ من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم" فعلى هذا في الترجمة حذف، أي: "باب فضل انتظار العشاء"، انتهى.

قلت: عندي فضل انتظار العشاء هو فضل العشاء، وتعقب العيني (٤) كلام الحافظ إذ قال: إن كلامه آل أن الفضل لانتظار العشاء لا للعشاء، فنقول: مطابقته للترجمة من حيث إن العشاء عبادة قد اختصت بالانتظار لها من بين الصلوات، وبهذا ظهر فضلها، انتهى.

وقال السندي (٥): الفضل هو ما ورد في الحديثين من مدح أهل العشاء والثناء عليهم وتبشيرهم عند انتظارهم، انتهى.

وفي "تراجم شيخ المشايخ" (٦) تحت قوله: "ما ينتظرها أحد من أهل


(١) انظر: "عمدة القاري" (٤/ ٨٧).
(٢) "حاشية السندي على صحيح البخاري" (١/ ١٠٧).
(٣) "فتح الباري" (٢/ ٤٧، ٤٨).
(٤) "عمدة القاري" (٤/ ٨٩).
(٥) "حاشية السندي على صحيح البخاري" (١/ ١٠٧).
(٦) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>