للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك، وللطبري من طريق الشعبي: كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه، وظاهره أنه كان يتكلم بما يلقى إليه منه أولًا فأولًا من شدة حبه إياه، فأمر أن يتأنى إلى أن ينقضي النزول، ولا بعد في تعدد السبب.

قوله: (علينا أن نجمعه في صدرك) كذا فسره ابن عباس وعبد الرزاق عن معمر عن قتادة تفسيره بالحفظ، ووقع في رواية أبي عوانة: جمعه لك في صدرك، ورواية جرير أوضح، وأخرج الطبري عن قتادة أن معنى {جَمْعَهُ} تأليفه.

قوله: ({قُرْآنَهُ}) زاد في رواية إسرائيل: "أن تقرأه" أي: أنت، ووقع في رواية الطبري: وتقرأه بعد قوله: " {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} " أي: قرأه عليك الملك " {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} فإذا أنزلناه فاستمع" هذا تأويل آخر لابن عباس غير المنقول عنه في الترجمة، والحاصل أن لابن عباس في تأويل قوله تعالى: {أَنْزَلْنَاهُ} وفي قوله: {فَاسْتَمِعْ} [طه: ١٣] قولين، وعند الطبري من طريق قتادة في قوله: استمع اتبع حلاله واجتنب حرامه، انتهى من "الفتح".

(٧٦) {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}

كذا في النسخ الهندية بغير لفظ "سورة" والبسملة، وفي نسخ الشروح الثلاثة بزيادتهما.

قال العيني (١): ثبتت البسملة لأبي ذر، ثم قال: وهي مكية، قاله قتادة والسدي، وعن الكلبي أنها مكية إلا آيات {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} إلى قوله: {قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: ٨ - ١٠] ويذكر عن الحسن أنها مكية وفيها آية مدنية: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: ٢٤]، وقيل: ما صح في ذلك قول الحسن ولا الكلبي وجاءت أخبار فيها أنها نزلت بالمدينة في شأن علي وفاطمة وابنيهما رضي الله تعالى عنهم، وذكر ابن النقيب أنها مدنية كلها، قاله الجمهور، وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الرحمن وقبل الطلاق، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>