للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام بنصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلا الآية المذكورة، فدل ذلك على أن إسلامه متقدم على غيره، بحيث أن عمارًا مع تقدم إسلامه لم ير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير أبي بكر وبلال، وعنى بذلك الرجال، وبلال إنما اشتراه أبو بكر لينقذه من تعذيب المشركين لكونه أسلم، وقال أيضًا: ذكر المصنف فيه حديث عمار، واكتفى به؛ لأنه لم يجد شيئًا على شرطه غيره، انتهى من "الفتح" (١).

[(٣١ - باب إسلام سعد)]

ولأبي ذر زيادة "ابن أبي وقاص"، وسقط في نسخته لفظ "باب".

قال الحافظ (٢): ذكر فيه حديثه، وقد تقدم في مناقبه، ومناسبته لما قبله، واجتماعهما في أن كلًا منهما يقتضي سبق من ذكر فيه إلى الإسلام خاصة، لكنه محمول على ما اطلع عليه، وإلا فقد أسلم قبل إسلام بلال وسعد خديجة وسعد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وغيرهم.

قوله: (ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه) قاله بحسب ما علمه وإلا فقد أسلم قبله خديجة وعلي وأبو بكر وزيد ونحوهم، وقال الكرماني: لعلهم أسلموا أول النهار وهو آخره، انتهى (٣).

[(٣٢ - باب ذكر الجن)]

تقدم الكلام عليه في أوائل بدء الخلق. (وقول الله - عز وجل -: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} الآية) [الجن: ١]، يريد تفسير هذه الآية، وقد أنكر ابن عباس أنهم اجتمعوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم في الصلاة أنه قال: "ما قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجن ولا رآهم" الحديث، وحديث أبي هريرة في هذا الباب، وإن كان ظاهرًا في اجتماع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجن وحديثه معهم، لكنه ليس فيه أنه قرأ عليهم، ولا أنهم الجن الذين استمعوا القرآن؛ لأن في حديث أبي هريرة: "أنه كان


(١) "فتح الباري" (٧/ ١٧٠).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ١٧٠).
(٣) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>