للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحافظ ففيها: "إلقاء العبد النذر إلى القدر" وهو نسخة الحاشية.

قال الكرماني (١): فإن قلت: الترجمة مقلوبة إذ القدر يلقي العبد إلى النذر لقوله - في الحديث -: "يلقيه القدر" قلت: هما مترادفان إذ بالحقيقة القدر هو الموصل وبالظاهر هو النذر، لكن كان الأولى في الترجمة العكس ليوافق الحديث إلا أن يقال: هما متلازمان، انتهى.

قال العلامة العيني (٢): والمعنى أن العبد إذا نذر لدفع شر أو لجلب خير، فإن نذره يلقيه إلى القدر الذي فرغ الله منه وأحكمه، فمهما قدره الله هو الذي يقع، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث الباب: "إن النذر لا يردّ شيئًا"، انتهى.

بسط شيء من الكلام على هذه الترجمة في هامش "اللامع" (٣) فارجع إليه لو شئت، وسيأتي الكلام على حكم النذر وأنواعه في "كتاب الأيمان والنذور" إن شاء الله تعالى.

[(٦ - باب لا حول ولا قوة إلا بالله. . .) إلخ]

قال الحافظ (٤): ترجم في أواخر الدعوات "باب قول لا حول" بالإضافة، واقتصر هنا على لفظ الخبر، واستغنى به لظهوره في أبواب القدر؛ لأن معنى "لا حول" لا تحويل للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة له على طاعة الله إلا بتوفيق الله، انتهى.

قلت: ولا توفيق إلا بالقدر، فناسب الباب الكتاب.

[(٧ - باب المعصوم من عصم الله. . .) إلخ]

أي: من عصمه الله بأن حماه من الوقع في الهلاك أو ما يجر إليه، يقال: عصمه الله من المكروه: وقاه وحفظه، واعتصمت بالله: لجأت إليه،


(١) "شرح الكرماني" (٢٣/ ٨١).
(٢) "عمدة القاري" (١٥/ ٦٦٥).
(٣) "لامع الدراري" (١٠/ ٩٤، ٩٥).
(٤) "فح الباري" (١١/ ٥٠٠، ٥٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>