للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، منهم عطارد بن حاجب الدارمي والأقرع بن حابس الدارمي وقيس بن عاصم المنقري وغيرهم، وقال ابن إسحاق: عيينة بن حصن، وقد كان الأقرع وعيينة شهدا الفتح، ثم كانا مع بني تميم، فلما دخلوا المسجد نادوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء حجرته، فنزل فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: ٤] إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ٥] فأسلموا، وجوَّزهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل رجل اثني عشرة أوقية ونشًا، وأعطى لعمر بن الأهتم خمس أواق لحداثة سنه، وكان هذا قبل الفتح، انتهى.

وهكذا في "الفتح"، وقد مرَّ آنفًا الكلام على تعيين زمن الوفود وغير ذلك.

[(٦٨ - باب، قال ابن إسحاق: غزوة عيينة بن حصن. . .) إلخ]

قال العلَّامة العيني (١): بعد ذكر لفظ: "باب"، أي: هذا باب، ولا يعرّب إلا بهذا التقدير؛ لأن الإعراب لا يكون إلا بالعقد والتركيب، وهذا كالفصل لما قبله، انتهى.

فكأنه جعله بابًا بغير ترجمة، ولم يتعرض له الحافظ والقسطلاني لذلك.

قال الحافظ (٢): ذكر الواقدي أن سبب بعث عيينة أن بني تميم أغاروا على ناس من خزاعة، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم عيينة بن حصن في خمسين، ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري، فأسر منهم أحد عشر رجلًا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيًا، فقدم رؤساؤهم بسبب ذلك، قال ابن سعد: كان ذلك في المحرم سنة تسع، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٢/ ٣٣٣).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>