للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هامشه (١): بقي ههنا شيء، وهو أن الوارد في الحديث لفظ: "فليقل إني صائم" بصيغة الأمر نصًّا، وترجم عليه البخاري بلفظ: "هل يقول"، ووجه ذلك ما قال الحافظ: إنه اختلف في المراد بقوله - عليه السلام -: "فليقل: إني صائم" هل يخاطب بها الذي يكلمه بذلك، أو يقولها في نفسه، وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة، ورجح النووي الأول في "الأذكار"، وقال في "شرح المهذب": كل منهما حسن، والقول باللسان أقوى، ولو جمعهما لكان حسنًا، ولهذا التردد أتى البخاري في الترجمة بالاستفهام، انتهى.

ثم ذكر بعد ذلك من الأقوال في معنى الحديث كما تقدم في "باب فضل الصوم".

[(١٠ - باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة)]

اختلفت نسخ البخاري في هذه اللفظة، ففي نسخة الحافظ (٢): "العزبة"، فقال: بضم المهملة وسكون الزاي بعدها موحدة، وفي نسخة: "العزوبة" بزيادة واو، والمراد بالخوف منها ما ينشأ عنها من إرادة الوقوع في العنت، انتهى.

وفي نسخة العيني (٣): "العزوبة"، فقال: بضم العين والزاي، قال ابن الأثير: العزب البعيد من النكاح، ومعنى: "خاف على نفسه. . ." إلخ، يعني خاف من بعد النكاح أن يقع في العنت وهو الزنا، ومادة هذه اللفظة في الأصل تدل على البعد يقال: عزب عني فلان، أي: بعُد، ويقال: تعزّب فلان زمانًا ثم تأهل، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (٤): دفع لما يتوهم أن الصوم لا بدّ وأن يكون خاليًا عن منفعة أخرى دينية أو دنيوية، فإن المقصود إِرضاؤه تعالى،


(١) "لامع الدراري" (٥/ ٣٣٤).
(٢) "فتح الباري" (٤/ ١١٩).
(٣) "عمدة القاري" (٨/ ٣٦ - ٣٧).
(٤) "لامع الدراري" (٥/ ٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>