للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العيني (١): وهي مكية خلافًا للسدي، وقال الكلبي: فيها مكية وفيها مدنية هو الصحيح لأن فيها ذكر المنافقين ولم يكن النفاق إلا في المدينة، وفيها أيضًا {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ} الآية [الحديد: ١٠]، ولم تنزل إلا بعد الفتح ولا قتال إلا بعد الهجرة، وأولها مكي فإن عمر - رضي الله عنه - قرأه في بيت أخته قبل إسلامه، قال السخاوي: نزلت بعد سورة الزلزلة وقبل سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

قوله: ({لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [الحديد: ٢٩] ليعلم أهل الكتاب) قال الحافظ (٢): هو قول أبي عبيدة، وقال الفراء: العرب تجعل "لا" صلة في الكلام إذا دخل في أوله جحد أو في آخره جحد كهذه الآية، وكقوله: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} [الأعراف: ١٢]، انتهى.

وحكى عن قراءة ابن عباس والجحدري: ليعلم، وهو يؤيد كونها فريدة، وأما قراءة مجاهد: لكيلا فهي مثل لئلا، انتهى.

وقال أيضًا: لم يذكر فيه حديثًا مرفوعًا ويدخل فيه حديث ابن مسعود: و"لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: ١٦] إلا أربع سنين" أخرجه مسلم من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن عمه، انتهى.

(٥٨) المُجَادِلَةُ

وهكذا في نسخة "القسطلاني" بغير لفظ "سورة" والبسملة، وفي نسخة "العيني" بزيادة لفظ السورة والبسملة بعدها، وفي نسخة "الفتح" بزيادة لفظ "سورة" بغير بسملة.

قال القسطلاني (٣): هي مدنية أو العشر الأول مكي والباقي مدني، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٨٢).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٦٢٨).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>