للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: ({لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}) أي: لم يدركوهم، ولكنهم يكونون بعدهم، انتهى.

قال القسطلاني (١): أي: ويعلم آخرين لم يلحقوا بهم وسيلحقون، وكل من تعلم شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر الزمان، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلمه بالقوة لأنه أصل ذلك الخير العظيم والفضل الجسيم، انتهى.

وقال العيني (٢) تحت قوله في الحديث: "من هؤلاء": ثم إنهم اختلفوا في آخرين منهم فقيل: هم التابعون، وقيل: هم العجم، وقيل: أبناؤهم، وقيل: كل من كان بعد الصحابة، وقال أبو روق: جميع من أسلم إلى يوم القيامة، وقال القرطبي: أحسن ما قيل فيهم أنهم أبناء فارس بدليل هذا الحديث: "لناله رجال من هؤلاء"، وقد ظهر ذلك بالعيان فإنهم ظهر فيهم الدين وكثر فيهم العلماء، وكان وجودهم كذلك دليلًا من أدلة صدقه - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

(٢ - باب قوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} [الجمعة: ١١])

قال الحافظ (٣): قال ابن عطية: قال: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: ١١] ولم يقل "إليهما" اهتمامًا بالأهم، إذ كانت هي سبب اللهو من غير عكس، كذا قيل، وفيه نظر؛ لأن العطف بأو لا يثنى معه الضمير، لكن يمكن أن يدعى أن "أو" هنا بمعنى الواو على تقدير أن تكون "أو" على بابها، فحقه أن يقول: جيء بضمير التجارة دون ضمير اللهو للمعنى الذي ذكره، وقد تقدم بيان اختلاف النقلة في سبب انفضاضهم في كتاب الجمعة، انتهى.

قلت: والحديث قد مرَّ في الجمعة في "باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة".

قال الحافظ (٤) هناك: والنكتة في قوله: {انْفَضُّوا إِلَيْهَا} دون قوله:


(١) "إرشاد الساري" (١١/ ١٦٠).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٤٠٢).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٦٤٣).
(٤) "فتح الباري" (٢/ ٤٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>