للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث عام في تعذيب كل من حوسب، والآية تدل على عدم تعذيب بعضهم وهم أصحاب اليمين.

والجواب: أن المراد من الحساب العرض، وعن عائشة هو أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه، وقوله: "نوقش" من المناقشة، وهي الاستقصاء في الحساب، انتهى.

وفي "تراجم (١) شيخ المشايخ": أنه - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى أن الحساب على نوعين: أحدهما: اللغوي وهو الذي وصف في القرآن بكونه يسيرًا، وثانيهما: العرفي وهو المناقشة، وهو المراد في الحديث، إلى آخر ما في هامش "اللامع".

[(٣٧ - باب ليبلغ العلم الشاهد. . .) إلخ]

الظاهر عندي في غرض الترجمة التنبيه على تعميم ما ورد: "بلغوا عني ولو آية"، فإنه يوهم بظاهره تبليغ القرآن لا غير، وفي "تراجم (٢) شيخ المشايخ": تعلق هذا الباب بالكتاب من حيث إن مطلوب الشارع إفادة العلم وإشاعته، انتهى.

وفي "تراجم شيخ الهند": فيه تأكيد تبليغ العلم وتعميمه صراحة، وعلى من حضر مجالس العلم أن يبلغ الأحكام التي سمعها للغائبين، وأما أهل العلم فيجب عليهم التبليغ استقلالًا، فلا يحتاج فيه إلى سؤال سائل، أو حاجة أحد، أو هو مسؤول عن تبليغ ما يعلمه من قليل أو كثير، انتهى.

قوله: (لا تعيذ عاصيًا. . .) إلخ، المسألة خلافية شهيرة بسطت في "الأوجز" (٣) في جامع الحج، وبسط الكلام على هذا الحديث الشيخ في "الكوكب" (٤).


(١) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٥٤).
(٢) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٥٤).
(٣) "أوجز المسالك" (٨/ ٦٢٣).
(٤) "الكوكب الدري" (٢/ ٧٩ - ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>