للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج الأولون بأن العرف قد صار جاريًا به، فحمل على اليمين، انتهى.

[(١٢ - باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلامه. . .) إلخ]

قال الحافظ (١): في هذه الترجمة عطف العام على الخاص، والخاص على العام؛ لأن الصفات أعمّ من العزة والكلام.

ثم قال الحافظ (٢): لمح المصنف بهذه الترجمة إلى ردّ ما جاء عن ابن مسعود من الزجر عن الحلف بعزة الله، ففي ترجمة عون بن عبد الله بن عتبة من "الحلية" لأبي نُعيم عن عون قال: قال عبد الله: لا تحلفوا بحلف الشيطان أن يقول أحدكم: وعزة الله، ولكن قولوا كما قال الله تعالى: {رَبِّ الْعِزَّةِ} [الصافات: ١٨٠] انتهى. وعون عن عبد الله منقطع، انتهى من "الفتح".

وقال القسطلاني (٣): قوله: "وصفاته" كالخالق والسميع والبصير والعليم، "وكلامه" كالقرآن أو بما أنزل الله، انتهى.

قوله: (أعوذ بعزتك) في هامش المصرية (٤): وجه مطابقته للترجمة مع أنه دعاء لا قسم أنه لا يستعاذ إلا بصفة قديمة فالحلف كذلك، انتهى.

ثم انعقاد الحلف بعزة الله متفق بين الأئمة، ففي "الأوجز" (٥): عن ابن قدامة في بحث القسم بصفات الله تعالى كعزة الله تعالى وعظمته وجلاله وكلامه، فهذه تنعقد به اليمين في قولهم جميعًا، وبه يقول الشافعي وأصحاب الرأي لأن هذه من صفات ذاته، ولم يزل موصوفًا بها إلى آخر ما بسط فيه من الكلام على ذلك، ولخص منه في هامش "اللامع" (٦) من كلام الموفق وغيره.

وحاصله: أن القسم بصفات الله تعالى تنقسم إلى ثلاثة أقسام:


(١) "فتح الباري" (١١/ ٥٤٥).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٥٣٦).
(٣) "إرشاد الساري" (١٤/ ٨٢).
(٤) "تحفة الباري" (٦/ ٢٨٤).
(٥) "أوجز المسالك" (٩/ ٦٨٣ - ٦٨٨).
(٦) "لامع الدراري" (١٠/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>