للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسفل من ذلك، وذكره الحافظ (١) رواية عن الإمام أحمد، قلت: هو المرجح في مذهبه.

قوله: (وكانا أقرب إليه مني) بسط الكلام عليه في هامش "اللامع" (٢)، ويشكل عليه ما سيأتي في تفسير سورة آل عمران وفيه: "وأنا أقرب إليه"، عكس ما ههنا، وأجاب شيخ مشايخنا مولانا أحمد علي المحدث السهارنفوري في هامشه (٣) في التفسير: لعل قوله ههنا من حيث إنه كان داخلًا في عيال أبي طلحة؛ لأن أبا طلحة نكح أم أنس فكان أنس ربيبًا له، فمن هذه الحيثية كان أقرب منهما إليه، وأما من حيث القرابة فكانا أقرب إليه من أنس، انتهى.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): قوله: "وأنا أقرب إليه" أي: باعتبار التربية، وكانا أقرب إليه بحسب النسب، وليس فيه شكاية على إيثاره إياهما عليه بل بيان لوجه إيثاره إياهما عليه، والمعنى: إني وإن كنت أقرب إليه بحسب وجوب التربية والمعاشرة، إلا أنهما لمَّا كانا أقرب إليه مني نسبًا آثرهما علي، انتهى.

وبسط الكلام في هامش "اللامع" (٥) على أنساب هؤلاء الأربعة وأوضحه بصورة الجدول.

[(١١ - باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب)]

هكذا أورد الترجمة بالاستفهام لما في المسألة من الاختلاف كما تقدم، وموضع الشاهد من الحديث قوله فيه: "ويا صفية ويا فاطمة" فإنه سوّى - صلى الله عليه وسلم - في ذلك بين عشيرته فعمهم أولًا ثم خص بعض البطون ثم ذكر عمه العباس وعمته صفية وابنته، فدل على دخول النساء في الأقارب وعلى


(١) "فتح الباري" (٥/ ٣٨٠).
(٢) "اللامع" (٧/ ١٨٢).
(٣) "صحيح البخاري بحاشية السهارنفوري" (٩/ ٣١).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ٤٠).
(٥) "اللامع" (٧/ ١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>