للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا عارض، ففي هذه السورة: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} الآية [الأحقاف: ٢١] الآيات، وفيها: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: ٢٤]، وقد أجاب الكرماني عن الإشكال بأن هذه القاعدة المذكورة إنما تطرد إذا لم يكن في السياق قرينة تدل على أنها عين الأول، فإن كان هناك قرينة كما في قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤] فلا، ثم قال: ويحتمل أن عادًا قومان: قوم بالأحقاف وهم أصحاب العارض، وقوم غيرهم، قلت: ولا يخفى بعده لكنه محتمل فقد قال تعالى في سورة النجم: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم: ٥٠]؛ فإنه يشعر بأن ثم عادًا أخرى، وقد أخرج قصة عاد الثانية أحمد ثم ذكرها الحافظ ثم قال: وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه بعضه، والظاهر أنه في قصة عاد الأخيرة لذكر مكة فيه، وإنما بنيت بعد إبراهيم حين أسكن هاجر وإسماعيل بواد غير ذي زرع، فالذين ذكروا في سورة الأحقاف هم عاد الأخيرة، ويلزم عليه أن المراد بقوله تعالى: {أَخَا عَادٍ} نبي آخر غير هود، والله تعالى أعلم، انتهى.

قال القسطلاني: وحديث أحمد ذكره ابن كثير بطوله في تفسيره وابن حجر مختصرًا.

(٤٧) الَّذِينَ كَفَرُوا

كذا في النسخة الهندية و"القسطلاني"، وفي نسخة الحَافِظَينَ: "سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -" مع البسملة أخيرًا.

قال القسطلاني (١): مدنية، وقيل: مكية، ثم قال بعد ذكر اختلاف النسخ: وتسمى السورة أيضًا "سورة القتال"، انتهى.

قال العيني (٢): قال أبو العباس: ذكر عن الحكم عن السدي أنه قال:


(١) "إرشاد الساري" (١١/ ٧٢).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>