للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب قوله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا. . .} [الإسراء: ١٦]) إلخ

قوله: (كنا نقول للحي) أي: للقبيلة (إذا كثروا في الجاهلية أمر) بفتح الهمزة وكسر الميم "بنو فلان"، وقوله: (قال) أي: الحميدي عن سفيان (أمر) بكسر الميم كالأول كذا في فرعين لليونينية كالأصل، وقال الحافظ ابن حجر وغيره: إن الأولى بكسر الميم والثانية بفتحها وهما لغتان، وبالفتح قرأ الجمهور الآية، وقرأها ابن عباس بالكسر، ويعقوب بمد الهمزة وفتح الميم، ومجاهد بتشديد الميم من الإمارة، والحاصل أن سياق المؤلف لحديث ابن مسعود لينبه على أن معنى {أَمَرْنَا} في الآية: كثرنا مترفيها، وهي لغة حكاها أبو حاتم، ونقلها الواحدي عن أهل اللغة، وقال أبو عبيدة: من أنكرها لم يلتفت إليه لثبوتها في اللغة، انتهى من "القسطلاني" (١).

(٥ - باب قوله: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: ٣])

سقط الباب لغير أبي ذر، قاله القسطلاني (٢)، وذكر فيه حديث أبي هريرة في الشفاعة، وسيأتي شرحه في "الرقاق"، وأورده ها هنا لقوله: فيه: "يقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدًا شكورًا" وقد صحح ابن حبَّان من حديث سلمان الفارسي: "كان نوح إذا طعم أو لبس حمد الله فسمي عبدًا شكورًا"، وله شاهد عند ابن مردويه من حديث معاذ بن أنس، انتهى من "الفتح" (٣).

وقال العيني (٤): وعن عمران بن سليم: "إنما سمي نوح - عليه السلام - عبدًا شكورًا لأنه كان إذا أكل طعامًا قال: الحمد لله الذي أطعمني ولو شاء


(١) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤٠٥).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤٠٦).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٣٩٦).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>