للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين والدخول فيه مع الأمن منه أن يتسلط بذلك إلى الطعن فيه، وبين من يتحقق أن ذلك لا ينجع (١) فيه أو يظن أنه يتوصل بذلك إلى الطعن في الدين، انتهى (٢).

[(١٠٠ - باب الدعاء للمشركين بالهدى. . .) إلخ]

حديث الباب ظاهر فيما ترجم له، وقوله: "ليتألفهم" من تفقه المصنف إشارة منه إلى الفرق بين المقامين، وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان تارة يدعو عليهم وتارة يدعو لهم، فالحالة الأولى حيث تشتد شوكتهم ويكثر أذاهم كما تقدم في الأحاديث التي قبل هذا بباب، والحالة الثانية حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تألفهم كما في قصة دوس، انتهى من "الفتح" (٣).

قال القسطلاني (٤) في شرح الحديث: "اللَّهم اهد دوسًا" إلى الإسلام "وأت بهم" مسلمين وهذا من كمال خلقه العظيم ورحمته ورأفته بأمته، جزاه الله عنا أفضل ما جزى نبيًا عن أمته وصلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأما دعاؤه عليه الصلاة والسلام على بعضهم فذلك حيث لا يرجو ويخشى ضررهم وشوكتهم، انتهى.

[(١٠١ - باب دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون. . .) إلخ]

قال الحافظ (٥): أي: إلى الإسلام، وقوله: "وعلى ما يقاتلون" إشارة إلى ما ذكر في الباب الذي بعده عن علي حيث قال: "نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا" وفيه أمره - صلى الله عليه وسلم - له بالنزول بساحتهم، ثم دعائهم إلى الإسلام ثم القتال،


(١) كذا في "إرشاد الساري"، وفي "الفتح": "لا ينجح".
(٢) انظر: "فتح الباري" (٦/ ١٠٧)، و"إرشاد الساري" (٦/ ٤٦٤ - ٤٦٥).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ١٠٨).
(٤) "إرشاد الساري" (٦/ ٤٦٥).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>