للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (تابعه أشعث. . .) إلخ، بسط الكلام على ذكر من قال: "يخوِّف" ومن لم يقل، لما فيه من الرد على ما تقدم من أهل قول الهيئة: إنه أمر عادي فلا تخويف فيه. وبسط الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" في توضيح هذه المتابعات لاختلاف نسخ البخاري في ذكر قوله: "تابعه أشعث"، ففي النسخ التي بأيدينا ذكره بعد ذكر متابعة موسى، ورجح الحافظ تقديمه، وباختلاف ذلك يختلف غرض المتابعة، وبسط الكلام على ذلك الحافظان ابن حجر والعيني (١)، وسكت عنه الكرماني، ولخص القسطلاني كلام الحافظ، كما ذكر في هامش "اللامع" (٢)، فارجع إليه لو شئت.

[(٧ - باب التعوذ من عذاب القبر. . .) إلخ]

قال الحافظ (٣): قال ابن المنيِّر: مناسبة التعوّذ عند الكسوف: أن ظلمة النهار بالكسوف تشابه ظلمة القبر وإن كان نهارًا، والشيء بالشيء يذكر، فيخاف من هذا كما يخاف من هذا، فيحصل الاتعاظ بهذا في التمسك بما ينجي من غائلة الآخرة، انتهى.

قلت: أو: لما أن عذاب القبر أوحي إليه - صلى الله عليه وسلم - إذ ذلك، كما يشير حديث الباب، وبه جزم الحافظ (٤) في "باب ما جاء في عذاب القبر" من "كتاب الجنائز"، ويشكل عليه ما تقدم من عذاب القبر في الرجلين يعذبان في كبير: النميمة والبول، فإن ظاهره أنه كان في مقدم المدينة، وغير ذلك من الروايات التي ذكرها البخاري في "باب عذاب القبر"، ومع ذلك جزم الحافظ بأن عذاب القبر أعلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة الكسوف، وأول ما خالف ذلك، وقال: فانتفى التعارض.


(١) انظر: "عمدة القاري" (٥/ ٣١٨)، و"فتح الباري" (٢/ ٥٣٦).
(٢) "لامع الدراري" (٤/ ٢٠٠).
(٣) "فتح الباري" (٢/ ٥٣٨).
(٤) انظر: المصدر السابق (٣/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>