للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه أن لها فضلًا في الثواب تحريضًا على تعلمها لا أن قراءتها ثلاث مرات كقراءة القرآن، قال: وهذا لا يستقيم ولو قرأها مائتي مرة، كذا في "المرقاة" (١)، انتهى.

وقال صاحب "التعليق" (٢) أيضًا: قد وقع النزاع بين طلبتي المستفيدين مني بحضرتي في أنه إذا قرأ سورة الإخلاص هل يجد ثواب قراءة تمام القرآن؟ فقال بعضهم: نعم مستندًا بهذا الحديث، ورده بعضهم بأن جمع الأثلاث إنما يبلغ إلى الواحد التام إذا كانت من جنس واحد وإلا فلا، فحضروا لديّ سائلين تحقيق الحق في ذلك فقلت: قد صرَّح جمع من الفقهاء والمحدثين لذلك، فقالوا: غرضنا أنه هل يستنبط ذلك من هذا الحديث أم لا؟ فقلت: إن كانت الثلثية معللة باشتمالها على ثلث معاني القرآن وهو التوحيد كما هو رأي جماعة فلا دلالة لهذا الحديث على حصول ثواب ختم القرآن للتثليث؛ لأن التثليث حينئذ يكون تثليثًا لآيات التوحيد فقط، ولا يشتمل على باقي القرآن، وإن حمل ذلك على كون ثوابه بقدر ثواب ثلث القرآن مع قطع النظر عما ذكر يمكن ثواب الختم التام للتثليث فانقطع النزاع بينهم، ثم وجدت في "معجم الطبراني الصغير" بسنده عن أبي هريرة مرفوعًا: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بعد صلاة الصبح اثنتي عشر مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات، وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى" فصار هذا أدل على المقصود قاطعًا للنزاع، انتهى مختصرًا.

[(١٤ - باب فضل المعوذات)]

قال القسطلاني (٣): بكسر الواو، وثبت لفظ "باب" لأبي ذر، انتهى.

قال الحافظ (٤): أي: الإخلاص والفلق والناس، وقد كنت جوَّزت في باب الوفاة النبوية من كتاب المغازي أن الجمع فيه بناء على أن أقل الجمع


(١) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٣٤٩).
(٢) "التعليق الممجد" (١/ ٥٢٧).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٣٣٤).
(٤) "فتح الباري" (٩/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>