للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمله يوم يبعث، صدقت يا ابن أخي"، وفي الحديث قوة فهم ابن عباس، وقرب منزلته من عمر - رضي الله عنه -، وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة من هو أسن منه إذا عرف فيه الأهلية لما فيه من تنشيطه وبسط نفسه وترغيبه في العلم، انتهى.

قوله: (الله أعلم. فغضب عمر. . .) إلخ، وأجاد الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (١) إذ كتب: والفرق بين عمر والنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان لا يغضب حين كانوا يذكرون له هذه الكلمة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان معلمًا بعث للتعليم، ولا شك أن الله تعالى ورسوله أعلم كما قالوا؛ فكان لا يضر ذلك في التعليم الذي هو مبعوث له بخلاف مقالتهم هذه لعمر فإنه كان يمتحنهم، والتبس الأمر حين أجابوا بذلك فإنه يصح من العالم والجاهل كليهما، فلم يتبين من عَلِمَ منهم ممن لم يعلم. وقوله: "قال ابن عباس: ضربت مثلًا لعلم. . ." إلخ، بتنوين التنكير، أي: لعملٍ أيه كان ولا أدري ما هو، انتهى.

وذكر في هامشه ما يؤيد كلام الشيخ قُدِّس سرُّه، فارجع إليه.

(٤٨ - باب قول الله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: ٢٧٣] يقال: ألحف عليّ. . .) إلخ

ليس في "قس" لفظ "باب".

قال الحافظ: هو تفسير أبي عبيدة قال في قوله تعالى: {. . . وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} [محمد: ٣٦، ٣٧] يقال: أحفاني بالمسألة وألحف عليّ وألحّ علي بمعنى واحد، واشتقاق ألحف من اللحاف لأنه يشتمل على وجوه الطلب في المسألة كاشتمال اللحاف في التغطية، انتهى من "الفتح" (٢).


(١) "لامع الدراري" (٩/ ٣٣، ٣٤).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>