للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت فيه وفي خصمه حين تحاكما في البئر، وحديث عبد الله بن أبي أوفى أنها نزلت في رجل أقام سلعة في السوق. . . إلخ، وقد تقدما جميعًا في الشهادات، وأنه لا منافاة بينهما، ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعًا، ولفظ الآية أعم من ذلك، ولهذا وقع في صدر حديث ابن مسعود ما يقتضي ذلك، وذكر الطبري من طريق عكرمة أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا وحلفوا أنه من عند الله، وقصّ الكلبي في "تفسيره" في ذلك قصَّة طويلة وهي محتملة أيضًا لكن المعتمد في ذلك ما ثبت في "الصحيح"، انتهى من "الفتح" (١).

قوله: (كانتا تخرزان في البيت أو في الحجرة) وفي نسخة "الفتح": في بيت وفي الحجرة، قال الحافظ (٢): كذا للأكثر بواو العطف، وللأصيلي وحده: "في بيت أو في الحجرة" بأو، والأول هو الصواب، ثم ذكر شرحه وسبب وقوع الخطإ فيه فارجع إليه.

(٤ - باب قوله: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. . .} الآية [آل عمران: ٦٤])

قال الحافظ (٣): قوله: " {سَوَاءٍ}: قصدًا" كذا لأبي ذر بالنصب، ولغيره بالجر فيهما، وهو أظهر على الحكاية؛ لأنه يفسر قوله: {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ}، وقد قرئ في الشواذ بالنصب وهي قراءة الحسن البصري، أي: استوت سواء، والقصد بفتح القاف وسكون المهملة: الوسط المعتدل، قال أبو عبيدة في قوله: {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} أي: عدل. وعن أبي العالية أن المراد بالكلمة لا إله إلا الله، وعلى ذلك


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢١٣).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢١٤).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>