للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراءها مسلكًا لها فوقها أو على سمتها، كما يرى عند غروبها من كان في لجة البحر لا يبصر الساحل كأنها تغرب في البحر وهي في الحقيقة تغرب وراءها، والله أعلم، انتهى.

(٣٧) وَالصَّافَّات

وهكذا في نسخة "القسطلاني" بدون البسملة ولفظ السورة، وفي نسخة الحافظين بزيادتهما.

قال العيني (١): وهي مكية إلا ما روي عن عبد الرحمن بن زيد أن قوله: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات: ٥١] إلى آخر هذه القصة، انتهى من "العيني".

قوله: (وقال مجاهد) في قوله تعالى بسورة سبأ: ({وَيَقْذِفُونَ}) بفتح أوله وكسر ثالثه ({بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}) [سبأ: ٥٣] أي: من كل مكان، وعند ابن أبي حاتم عنه من مكان بعيد، يقولون: هو ساحر هو كاهن هو شاعر، انتهى من "القسطلاني" (٢).

وقال الحافظ (٣): سقط هذا لأبي ذر، انتهى.

قلت: وليس هذا القول في نسخة "الكرماني" و"العيني"، وليس هو من سورة الصافات بل من سورة سبأ كما تقدم، ولعل الإمام البخاري ذكره لمناسبة قوله: {. . . وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨) دُحُورًا} وهو من "الصافات"، ومن دأب الإمام البخاري أنه يذكر بعضُ الألفاظ لمناسبة بعض كما لا يخفى على ناظري الكتاب، والبسط في هامش "اللامع" (٤).

قوله: ({تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: ٢٨]) كتب الشيخ في "اللامع" (٥): وإتيان اليمين كناية عن كون المقالة حقًا، والمعنى تظهرون لنا أن الذي تقولون لنا حق وصواب، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٦١).
(٢) "إرشاد الساري" (١١/ ١٤).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٥٤٢).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ١٥١).
(٥) "لامع الدراري" (٩/ ١٥٢، ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>