للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"القاموس" (١): وحَرَقَه بالنار يَحْرِقُه، وأحرقه، وحرّقه بمعنى، انتهى، وهذا يوافق البخاري.

وقال الحافظ (٢): وقوله: "ليسد به الدم" أي: مجاري الدم، أو ضمّن سدّ معنى قطع، وهو الوجه، وكأنه أشار إلى أن هذا ليس من إضاعة المال؛ لأنه إنما يفعل للضرورة المبيحة، قال ابن بطال: زعم أهل الطبّ أن الحصير كلها إذا أحرقت تبطل زيادة الدم، بل الرماد كله كذلك؛ لأن الرماد من شأنه القبض، ولهذا ترجم الترمذي لهذا الحديث "التداوي بالرماد" انتهى.

[(٢٨ - باب الحمى من فيح جهنم)]

قال الحافظ (٣): وسيأتي في آخر الباب "من فوح" بالواو، وتقدم في صفة النار بلفظ "فور" بالراء بدل الحاء وكلها بمعنى، والمراد سطوع حرّها ووهجه، والحمى أنواع، واختلف في نسبتها إلى جهنم فقيل: حقيقة، واللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم، وقدر الله ظهورها بأسباب تقتضيها ليعتبر العباد بذلك، كما أن أنواع الفرح واللذة من نعيم الجنّة أظهرها في هذه الدار عبرة ودلالة، وقيل: بل الخبر ورد مورد التشبيه، والمعنى أن حرَّ الحمى شبيه بحرِّ جهنم تنبيهًا للنفوس على شدة حرّ النار، والأول أولى، والله أعلم.

ثم بسط الحافظ الكلام على شرح قوله: "فأطفئوها بالماء"، وكذا بسط الكلام عليه في "الأوجز" (٤)، وذكر أيضًا مختصرًا في هامش "اللامع".

وقال العلامة السندي (٥): قوله: "فأطفئوها بالماء. . ." إلخ، للحديث


(١) "القاموس المحيط" (ص ٨٠٥).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ١٧٤).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ١٧٥).
(٤) "أوجز المسالك" (١٦/ ٥٤٠ - ٥٤٤)، و"لامع الدراري" (٩/ ٤٦٤).
(٥) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٤/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>