للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوصيه ومعاذ راكب" الحديث، وفي رواية عنه: "لما بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قال: قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، فقاتل بمن أطاعك من عصاك"، وعند أهل المغازي أنها كانت في ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة، انتهى (١).

وقال في "كتاب الزكاة" (٢): وكان بعث معاذ - رضي الله عنه - إلى اليمن سنة عشر قبل حج النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ذكره المصنف في أواخر المغازي، وقيل: كان ذلك في أواخر سنة تسع عند منصرفه - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، رواه الواقدي بإسناده إلى كعب بن مالك، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" عنه، ثم حكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة عشر، وقيل: بعثه عام الفتح سنة ثمان، واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر، ثم توجه إلى الشام فمات بها، واختلف هل كان معاذ واليًا أو قاضيًا؟ فجزم ابن عبد البر بالثاني والغساني بالأول، انتهى.

وقال الحافظ أيضًا (٣): (تنبيه): كان بعث أبي موسى إلى اليمن بعد الرجوع من غزوة تبوك؛ لأنه شهد غزوة تبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي، انتهى من "الفتح".

[(٦١ - باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن)]

قال الحافظ (٤): قد ذكر في آخر الباب حديث جابر "أن عليًّا قدم من اليمن فلاقى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة في حجة الوداع"، وقد تقدم الكلام عليه في كتاب الحج، (قلت: وأحال في كتاب الحج على كتاب المغازي)، وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي عن علي قال: "بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقلت: يا رسول الله! أتبعثني إلى قوم أسنّ مني وأنا حديث السن لا أبصر


(١) "فتح الباري" (٨/ ٦١).
(٢) "فتح الباري" (٣/ ٣٥٨).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٦٢).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>