للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحديث نفس، وكما لا تخلو النفس عند الشدة من بعض الهلع، ثم يردها صاحبها إلى الثبات والصبر، ويوطنها على احتمال المكروه، ولو كانت عزيمة لما ثبتت معها الولاية، والله تعالى يقول: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}، انتهى.

قوله: (ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (١): يعني بذلك: أن الناعسين كانوا هم المؤمنون، وكان أبو طلحة منهم، انتهى.

وفي "هامشه": قال الحافظ (٢): قوله: "ولقد وقع السيف" زاد مسلم (٣) عن الدارمي عن أبي معمر شيخ البخاري فيه بهذا الإسناد "من النعاس"، فأفاد سبب وقوع السيف من يده، وسيأتي بعد باب من وجه آخر عن أنس عن أبي طلحة: "كنت فيمن يغشاه النعاس يوم أُحد، حتى سقط سيفي من يدي مرارًا"، انتهى.

قلت: وهم الذين وردت فيهم آية أخرى في سورة الأنفال [١١] {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} الآية، انتهى من هامش "اللامع".

وقد تقدم شرح قوله: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} في "باب قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية [الأنفال: ٩] ".

(١٩ - باب قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [آل عمران: ١٥٥])

هكذا في النسخ الهندية، وكذا في نسخة "العيني" و"القسطلاني"، وكذا في نسخة متن "الفتح"، وأما في نسخة الشرح " {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ} الآية" حسب، وليس فيه لفظ "باب قوله تعالى"، قال القسطلاني (٤): سقط لفظ "باب قول الله تعالى" لأبي ذر، انتهى.


(١) "لامع الدراري" (٨/ ٢٩٩، ٣٠٠).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٣٦٢).
(٣) "صحيح مسلم" (ح ١٨١١).
(٤) "إرشاد الساري" (٩/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>