للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده نصره الله عليكم، وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم، والسلام، انتهى.

قال الحافظ (١): فلما أجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بذلك، ثم أعطاه امرأة من مزينة، وعند ابن أبي شيبة: ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة: "جهزيني ولا تُعلمي بذلك أحدًا"، فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ فقالت له: فقال: والله ما انقضت الهدنة بيننا، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر له أنهم أول من غدر، ثم أمر بالطرق فحبست، فعمي على أهل مكة لا يأتيهم خبر، انتهى.

قلت: ومقصود المصنف بهذه الترجمة بيان التهيؤ له، فلا يتوهم التكرار بالترجمة الآتية.

[(٤٧ - باب غزوة الفتح في رمضان)]

أي: بيان أن غزوة يوم فتح مكة كانت في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة، وكان خروجه - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من رمضان، وروى ابن إسحاق عن الزهري أنه - صلى الله عليه وسلم - استعمل على المدينة أبا رهم الغفاري، انتهى من "العيني" (٢).

وفي حديث الباب: "أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج من المدينة ومعه عشرة آلاف" وعند ابن إسحاق في اثني عشر ألفًا من المهاجرين والأنصار وأسلم وغفار ومزينة وجهينة وسليم، وجمع بين الروايتين بأن عشرة آلاف من نفس المدينة، ثم تلاحق به ألفان، قاله القسطلاني (٣).

وقال الحافظ (٤): أخرج البيهقي من طريق ابن أبي حفصة عن الزهري


(١) "فتح الباري" (٧/ ٥٢٠).
(٢) "عمدة القاري" (١٢/ ٢٦٢).
(٣) "إرشاد الساري" (٩/ ٣١٢).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>