للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢٥ - باب إذا هبت الريح)]

قال الحافظ (١): قيل: وجه دخول هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء أن المطلوب بالاستسقاء نزول المطر، والريح في الغالب تعقبه، وسيأتي إيضاح ما يصنع عند هبوبها في أوائل "بدء الخلق" عن عائشة، وفيه: أقبل وأدبر وتغير وجهه، انتهى. وهكذا في "العيني" (٢).

وفي "تراجم شيخ المشايخ" (٣): من السُّنَّة أن تظهر عليه علامات الخوف، ويبادر إلى الاستعاذة من نزول العذاب إلى أن يمطر كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك عند الغيم، انتهى.

(٢٦ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: نُصرت بالصَّبا)

قال ابن المنيِّر (٤): في هذه الترجمة إشارة إلى تخصيص حديث أنس الذي قبله بما سوى الصبا من جميع أنواع الريح؛ لأن قضية نصرها له أن يكون مما يُسَرَّ بها دون غيرها، ويحتمل أن يكون حديث أنس على عمومه، إما بأن يكون نصرها له متأخرًا عن ذلك؛ لأن ذلك وقع في غزوة الأحزاب، وإما بأن يكون نصرها له بسبب إهلاك أعدائه فيخشى من هبوبها أن تهلك أحدًا من عصاة أمته، وهو كان بهم رءوفًا رحيمًا - صلى الله عليه وسلم -، وأيضًا فالصَّبا تؤلف السحاب وتجمعه، فالمطر في الغالب يقع حينئذ، انتهى.

[(٢٧ - باب ما قيل في الزلازل والآيات)]

قال الحافظ (٥): قيل: لما كان هبوب الريح الشديد يوجب التخوُّف المفضي إلى الخشوع والإنابة كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك، لا سيما وقد نص في الخبر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة.


(١) "فتح الباري" (٢/ ٥٢٠).
(٢) "عمدة القاري" (٥/ ٢٨٦).
(٣) (ص ٢٩٩).
(٤) انظر: "فتح الباري" (٢/ ٥٢٠).
(٥) "فتح الباري" (٢/ ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>