للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، ونحو ذلك، فلم يزل - أي: سلام بن مطيع - يذكر الآيات من العصر إلى غروب الشمس، انتهى.

ثم إنه قد تقدم في كلام الحافظ في الغرض من الترجمة من قول ابن بطال، وهو إثبات الرحمة، ثم قال الحافظ (١) في آخر الباب: وكأن المصنف لمح في هذه الترجمة بهذه الآية إلى ما ورد في سبب نزولها عن ابن عباس: أن المشركين سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوا: يا الله يا رحمن، فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحدٍ وهو يدعوا إلهين، فنزلت، انتهى.

قلت: لعل الحافظ أراد بهذا أن المصنف أشار بهذه الآية بحسب شأن نزولها إلى إثبات التوحيد، فهذا غرض آخر غير ما تقدم عن ابن بطال، لكن روايات الباب تؤيد قول ابن بطال.

[(٣ - باب قول الله: (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات: ٥٨])]

كذا في النسخة "الهندية"، وهكذا في نسخة "القسطلاني" وفي نسخة "الفتح" والعيني بلفظ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}.

قال الحافظ (٢): كذا لأبي ذر والأصيلي على وفق القراءة المشهورة، ووقع في رواية القابسي: "إني أنا الرزاق. . ." إلخ، وجزم به الصغاني، وزعم أن الذي وقع عند أبي ذر وغيره من تغييرهم لظنهم أنه خلاف القراءة، قال: وقد ثبت ذلك قراءة عن ابن مسعود، وقلت: ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرأه كذلك، كما أخرجه أحمد وأصحاب السنن.

قال ابن بطال (٣): تضمن هذا الباب صفتين لله تعالى: صفة ذات،


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٣٥٩).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٣٦٠).
(٣) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>