للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام بعيد جدًا، مع أنه خلاف الواقع، إلى آخر ما قال.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (١): يعني بذلك: أن الناس قد تفاوت ما بينهم في الزمان المتقدم والموجود، فإن عمر مع شدته على الكفر لم يزد على الوثاق، وأنتم قتلتم عثمان مع ادعائكم الإسلام والإيمان، ويحتمل أن يكون المعنى أنكم فعلتم بعثمان مع أنكم مسلمون، وقد كانت الكفار مع كفرهم يحثون على الإسلام ويحضون عليه، ولكنه موقوف على أن يثبت فعل عمر مع سعيد، كما ذكر أنه كان يجعله واثقًا على الإسلام، والثابت خلافه، انتهى.

قلت: أجاد الشيخ قُدِّس سرُّه في توضيح هذا المعنى - أي: المعنى الأول من المعنيين -، وعلى هذا يكون تعلق قوله: "إن عمر لموثقي. . ." إلخ، مع ما صنعوا بعثمان واضح، وعلى ما ذكره الحافظ من معناه لا يرتبط إحدى الكلمتين بالأخرى كما وضح الارتباط بينهما في المعنى الذي ذكره الشيخ قُدِّس سرُّه، فللَّه دره، والبسط في هامش "اللامع".

[(٣٥ - باب إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -)]

سقط لفظ: "باب" لأبي ذر، قاله القسطلاني (٢).

تقدم نسبه - رضي الله عنه - في المناقب، وفي "الخميس" (٣): وفي السنة السادسة من النبوَّة أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وقد قيل: أسلما في سنة خمس، كذا في "المنتقى"، وكان إسلام حمزة قبل إسلام عمر بثلاثة أيام بعد دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، كذا في "الصفوة".

قال الحافظ (٤) في الحديث الثاني حديث ابن عمر: قوله: "وأنا غلام" في رواية أخرى: "أنه كان ابن خمس سنين"، وإذا كان كذلك خرج منه أن


(١) "لامع الدراري" (٨/ ٢١٥ - ٢١٧).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٧٨).
(٣) "تاريخ الخميس" (١/ ٢٩٣).
(٤) "فتح الباري" (٧/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>