للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تضعيف البركة وتكثيرها يقتضي تقليل ما يضادها، فناسب نفي الخبث، ومناسبة الثاني من جهة أن حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمدينة يناسب طيب ذاتها وأهلها، انتهى، كذا في هامش "الهندية" (١) من الشروح، وقد رمز عليها شيخ الهند في "تراجمه" رمز (نـ) نقطة واحدة، وهو إشارة إلى أن الترجمة تركت لقصد التمرين وتشحيذًا للأذهان.

[(١١ - باب كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة)]

بضم التاء، أي: تخلو، وأعريت المكان جعلته خاليًا، ولأبي ذر: أن تعرى بفتحها، أي: تخلو وتصير عراء، وهو الفضاء من الأرض الذي لا سترة به، انتهى من "القسطلاني" (٢).

قال الحافظ (٣): ترجم البخاري بالتعليلين، فترجم في الصلاة باحتساب الآثار لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مكانكم تكتب لكم آثاركم"، وترجم هنا بما ترى لقول الراوي: "فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة"، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - اقتصر في مخاطبتهم على التعليل المتعلق بهم لكونه أدعى لهم إلى الموافقة، انتهى.

[(١٢ - باب)]

بغير ترجمة، وهذا أيضًا كالفصل مما قبله، وهو الأصل العشرون من أصول التراجم المتقدمة.

قال الحافظ (٤): والباب مشتمل على حديثين وأثر، ولكل منهما تعلق بالترجمة التي قبله، فحديث "ما بين بيتي ومنبري. . ." إلخ فيه إشارة إلى الترغيب في سكنى المدينة، وحديث عائشة في قصة وعك أبي بكر وبلال فيه دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - للمدينة بقوله: "اللهم صححها"، وفي ذلك إشارة إلى


(١) (٤/ ٢٦٥).
(٢) "إرشاد الساري" (٤/ ٤٩٠).
(٣) "فتح الباري" (٤/ ٩٩).
(٤) "فتح الباري" (٤/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>