للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقبة بن عامر رفعه: "كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسَه وملاعبته امرأتَه فإنهن من الحق" الحديث، وذلك لأن اللهو الباطل ما لا منفعة فيه ولا طائل تحته، ووقوع هذا النكت كما تقدم إنما يكون عند التفكر في شيء فلا يعدّ مذمومًا، ويأتي ترجمة المصنف في "كتاب الاستئذان" "باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله. . ." إلخ، ولمح صاحب "الفيض" (١) إلى غرض آخر إذ قال: ولما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكون مخالفًا للوقار والمتانة، انتهى.

[(١٢٠ - باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض)]

قال الحافظ (٢): ذكر فيه حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له"، ومضى بأتم من هذا السياق في تفسير سورة {وَاللَّيْلِ}، والغرض منه قوله: "ينكت في الأرض بعود"، انتهى.

قال القسطلاني (٣): وهذا الفعل يقع غالبًا ممن يتفكر في شيء يريد استحضار معانيه، انتهى.

قلت: ولعل التبويب بهذه الترجمة مع أن معناه قد تقدم في الباب السابق إشارة منه إلى مزيد الاهتمام في أمر التفكر والتدبر، وإلا فأصل النكت قد ثبت جوازه في الباب السابق، وقد ورد الحثّ والتحريض في عدة آيات من القرآن في الأمر بالتفكر بقوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: ٢١٩]، فتأمل فإنه لطيف.

[(١٢١ - باب التكبير والتسبيح عند التعجب)]

قال الحافظ (٤): قال ابن بطال: التسبيح والتكبير معناه تعظيم الله وتنزيهه من السوء، واستعمال ذلك عند التعجب واستعظام الأمر حسن،


(١) "فيض الباري" (٦/ ١٨٣).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ٥٩٧).
(٣) "إرشاد الساري" (١٣/ ٢٥٣).
(٤) "فتح الباري" (١٠/ ٥٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>