للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العيني (١): في هذه القصة تماريان: تمار بينه وبين الحر بن قيس، أهو الخضر أم غيره؟ وتمار بينه وبين نوف البكالي في موسى، أهو موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة؟ أم موسى بن ميشا - بكسر الميم وسكون الياء -؟ هكذا قاله الكرماني (٢) في التماري الثاني، وليس كذلك، فإن هذا التماري كان بين سعيد بن جبير وبين البكالي على ما يجيء في التفسير.

قوله: ({فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}) أي: تلاش كرتى هوئى، كذا في "تقرير المكي".

(١٧ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علِّمه الكتاب)

قال الحافظ (٣): استعمل لفظ الحديث ترجمة تمسكًا بأن ذلك لا يختص جوازه بابن عباس، والضمير على هذا لغير مذكور، ويحتمل أن يكون لابن عباس نفسه لتقدم ذكره في الحديث السابق إشارة إلى أن الذي وقع لابن عباس من غلبته للحر بن قيس إنما كان بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له، انتهى.

ويحتمل عندي أن المصنف أشار بذلك إلى سبب الدعاء، وهو خدمته - صلى الله عليه وسلم -، إذ وضع له وضوءًا لما دخل الخلاء، كما سيأتي في "باب وضع الماء عند الخلاء"، أو أدبه معه - صلى الله عليه وسلم -، قال الحافظ: فقد أخرج أحمد عن ابن عباس في قيامه خلفه - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل فقال: "ما بالك؟ أجعلها حذائي فتخلفني، فقلت: أو ينبغي لأحد أن يصلي حذائك [وأنت رسول الله]؟ فدعا لي أن يزيد فيَّ الله فهمًا وعلمًا"، انتهى.

وفي "تراجم شيخ الهند" ما تعريبه: وتظهر من هذه القصة عظمة العلم وفضليته، وفضل ابن عباس معًا بداهة، ولذا ذكر المؤلف - رحمه الله - هذه الرواية


(١) "عمدة القاري" (٢/ ٨٩).
(٢) "شرح الكرماني" (٢/ ٤٧).
(٣) "فتح الباري" (١/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>