للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٩ - باب ما لا يرد من الهدية)]

قال الحافظ (١): كأنه أشار إلى ما رواه الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعًا: "ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن واللبن" قال الترمذي: يعني بالدهن: الطيب، وإسناده حسن إلا أنه ليس على شرط البخاري، فأشار إليه واكتفى بحديث أنس، قال ابن بطال: إنما كان لا يرد الطيب لمناجاة الملائكة.

قال الحافظ: لو كان هذا هو السبب لكان من خصائصه، وليس كذلك فإن أنسًا اقتدى به في ذلك، وقد ورد النهي عن رده مقرونًا ببيان الحكمة في حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما عن أبي هريرة مرفوعًا: "من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة"، انتهى.

[(١٠ - باب من رأى الهبة الغائبة جائزة)]

قال العلَّامة العيني (٢): الهبة الغائبة أي: التي توهب؛ لأن نفس الهبة مصدر، فلا يوصف بالغيبة.

وفي "الفيض" (٣): أراد من الهبة الشيء الموهوب، والمعنى أن هبة الشيء جائزة، وإن كان غائبًا عن المجلس، أو كان الموهوب له أيضًا غائبًا، وحاصله: أنه لا يشترط لصحة الهبة حضور الموهوب له، أو الشيء الموهوب، انتهى.

قلت: ويتفرع عليه أن القبض لا يشترط لصحة الهبة كما هو مختار المصنف، والمسألة خلافية، ستأتي في "باب إذا وهب هبة أو وعد. . ." إلخ.

قال القسطلاني (٤) بعد ذكر الحديث: ومراد المؤلف منه هنا قوله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) "فتح الباري" (٥/ ٢٠٩).
(٢) "عمدة القاري" (٩/ ٣٩٨).
(٣) "فيض الباري" (٤/ ٤٨).
(٤) "إرشاد الساري" (٦/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>